الأحد، 29 سبتمبر 2013

العسل في الحديث النبوي


عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن أخي استطلق بطنه . فقال : " اسقه عسلا " . فسقاه عسلا ثم جاء فقال : يا رسول الله ، سقيته عسلا فما زاده إلا استطلاقا ، قال : " اذهب فاسقه عسلا " . فذهب فسقاه ، ثم جاء فقال : يا رسول الله ، ما زاده إلا استطلاقا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " صدق الله ، وكذب بطن أخيك ، اذهب فاسقه عسلا" . فذهب فسقاه فبرئ

قال بعض العلماء بالطب : كان هذا الرجل عنده فضلات ، فلما سقاه عسلا وهو حار تحللت ، فأسرعت في الاندفاع ، فزاد إسهاله ، فاعتقد الأعرابي أن هذا يضره وهو مصلحة لأخيه ، ثم سقاه فازداد التحليل والدفع ، ثم سقاه فكذلك ، فلما اندفعت الفضلات الفاسدة المضرة بالبدن استمسك بطنه ، وصلح مزاجه ، واندفعت الأسقام والآلام ببركة إشارته - عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام

وفي صحيح البخاري : من حديث سالم الأفطس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الشفاء في ثلاثة : في شرطة محجم ، أو شربة عسل ، أو كية بنار ، وأنهى أمتي عن الكي " .

وفي الصحيحين من حديث هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعجبه الحلوى والعسل . هذا لفظ البخاري .

وفي صحيح البخاري : من حديث سالم الأفطس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الشفاء في ثلاثة : في شرطة محجم ، أو شربة عسل ، أو كية بنار ، وأنهى أمتي عن الكي " .

عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " عليكم بالشفائين : العسل والقرآن " .

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من لعق العسل ثلاث غدوات في كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء " .

تاريخ العسل




تاريخ العسل :



لا شك ان العسل قديم قدم التاريخ نفسه ومن الاثار القديمة التي تم العثور عليها هو النقش الحجري الذي تم العثور عليه في فالينسيا باسبانيا ويعود تاريخ هذا النقش إلى اكثر من 8000 عام تقريبا وهو عبارة عن رسم لعملية جني العسل من احد الكهوف بواسطة شخص متدلي ومربوط إلى  ثلاثة حبال حيث يقوم بجني العسل من الكهف بيده اليمنى وباليد الاخرى يحمل ما يشبه الوعاء الجلدي أو الشنطة لتجميع العسل فيها والنحل يطير من حوله كما هو واضح في الصورة أعلاه

ايضا تم العثور في مقابر الفراعنة على خلايا عسل شمعية دفنت مع الموتى  وقد وجد ان هذا العسل لا زال سليما ولم يتأثر أو يتغير وانه لا زال صالح للأكل فسبحان الحافظ

وتشير الدراسات إلى ان العسلتم استخدامه كغذاء وكعلاج  وكسلعة تجارية منذ بدء التاريخ وقد ذكر العسل في القرءان الكريم  وفي الاحاديث النبوية وقد سميت سورة كاملة في القرءان الكريم بسورة النحل تشريف وتكريما لهذه الحشرة العجيبة التي تنتج هذا الشراب اللذيذ والمفيد فهو غذاء مع الغذاء ودواء بين الدواء وحلاوة مع الحلوى

العسل في القرءان الكريم



ذكر العسل في القرءان الكريم مرتين مرة بلفظه المباشر في سورة محمد في الاية  15 وذلك في سياق ذكر بعض نعم الله تعالى على أهل الجنة ومنها العسل في قوله تعالى : ((مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم ))

[ وقوله ] ( وأنهار من عسل مصفى ) أي : وهو في غاية الصفاء ، وحسن اللون والطعم والريح ، وفي حديث مرفوع : " لم يخرج من بطون النحل " .


وذكر مرة ثانية بلفظ غير العسل في سورة النحل  في الآية 69 في قوله تعالى : ((وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ( 68 ) ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ( 69 ) )

المقصود بالوحي هنا كما جاء في تفسير ابن كثير الهداية والإلهام والإرشاد إلى النحل أن تتخذ من الجبال بيوتا تأوي اليها ومن الشجر ومما يعرشون ثم هي محكمة في تسديسها ورصها بحيث لا يكون بينها خلل.

(( أن اتخذي من الجبال بيوتا ))




(( ومن الشجر ))


(( ومما يعرشون ))




ثم أذن لها تعالى إذنا قدريا تسخيريا أن تأكل من كل الثمرات ، وأن تسلك الطرق التي جعلها الله تعالى لها مذللة ، أي : سهلة عليها حيث شاءت في هذا الجو العظيم والبراري الشاسعة ، والأودية والجبال الشاهقة ، ثم تعود كل واحدة منها إلى موضعها وبيتها ، لا تحيد عنه يمنة ولا يسرة

وقوله تعالى ( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه ) أي : ما بين أبيض وأصفر وأحمر وغير ذلك من الألوان الحسنة ، على اختلاف مراعيها ومأكلها منها

وقوله : ( فيه شفاء للناس ) أي : في العسل شفاء للناس من أدواء تعرض لهم
_______